من عام 2018 حتى عام 2020، كنت مديرًا في إحدى أكبر الشركات المصرية، وكنت مسؤولًا عن الشركات الكبرى في منطقة الإسكندرية الصحراوية في مجال الإنتاج الحيواني.
خلال هذه الفترة، واجهت العديد من التحديات مع مديري المزارع في مجال الإنتاج الحيواني، سواء كانوا أطباءً بيطريين أو مهندسين زراعيين!
وكانت أكبر المشكلات التي عانيتُ منها هي ضعف الثقة! فلم تكن لدى هؤلاء ثقة في أي كلام نقوله كفريق مبيعات، والمشكلة الأكبر كانت أنه لم يكن هناك وقت أو مساحة لبناء هذه الثقة! فاللقاءات كانت شبه مستحيلة بسبب كورونا، وإذا حدث وقابلتهم، فغالبًا لا يكون لدينا أكثر من 10 دقائق للتحدث معهم!
في ذلك الوقت، شعرت بأن هناك عنصرًا مفقودًا في هذه المعادلة. كيف يمكنني تعزيز هذه الثقة بطريقة غير مباشرة وفي ظل هذه الظروف السلبية؟
ثم جاءتني الفكرة بأن أعتمد على مهاراتي في الكتابة، وأن أكتب محتوى يسلط الضوء على مميزات المنتجات بطريقة علمية ومؤيدة بالأدلة، وأرسلها إلى المهندسين والأطباء!
في تلك الفترة، لم أكن أعرف أن هذا يُطلق عليه “تسويق بالمحتوى”! ولكنه كان حلاً فعالاً للأزمة التي كنت أواجهها مع مرور الوقت.
أصبحت قادراً على توصيل رسائلي إلى العميل بطريقة علمية مقنعة دون الحاجة إلى الجلوس معه وجهاً لوجه. وبما أن الرسائل كانت مكتوبة بطريقة علمية، فقد كانت مقنعة، وبما أنه لم يكن هناك مندوب مبيعات في الوسط، كان المهندس مستعداً للاستماع، وبذلك حٌلَّ جزء كبير من أزمتنا.
التسويق بالمحتوى هو أداة لا تخيب الآمال أبداً، بغض النظر عن التخصص أو نموذج العمل والمبيعات. الأمر الأهم هو أن تكون قادراً على كتابة المحتوى المناسب وتوصيله بالطريقة المناسبة! وقريباً إن شاء الله، سأكتب بالتفصيل عن هذا الموضوع في مقالات شاملة.