في السابق، كنت أتساءل دائمًا عندما أرى إعلانات العرض الضخمة والمكلفة في الشوارع والطرق الرئيسية: هل أُنشئ هذا الإعلان وكُلِّف مئات الآلاف ليشاهده شخص مثلي غير مهتم بالمرة بموضوع هذا الإعلان؟
كنت أتساءل دائمًا: ألا يوجد طريقة يمكن من خلالها أن يشاهد الإعلان فقط الأشخاص المهتمين به ويتركوننا في سلام؟ (لأنني أشعر بالاشمئزاز من كثرة الإعلانات)
بالتأكيد هناك طريقة، وهذا هو موضوع المقال، فتابع معي…
التخصيص، أكبر ميزات التسويق الرقمي
بعد دخولي عالم التسويق الرقمي، اكتشفت أن ظهور الإعلان أمام الجمهور المناسب هو إحدى ميزاته الرائعة، والمتاحة للجميع.
لكن يا للأسف، بعد فترة من ممارستي للنشاط، اكتشفت أن بعض الأعمال (لا أريد أن أقول كلها حتى لا أصدمك) تتعامل مع إعلانات العرض على منصات التواصل الاجتماعي بنفس الطريقة التي يتعاملون بها مع إعلانات العرض في الشوارع: ارمِ الإعلان أمام أي شخص والله سيرزقنا إن شاء الله. ولا يحاولون الاستفادة من ميزات التخصيص في الإعلانات الرقمية!
والآن، دعنا ندخل في صلب الموضوع، هل هناك حقًا طريقة تجعل إعلاني يظهر فقط أمام الأشخاص المهتمين، وتوفر ميزانيتي، وتحسن نتائجي؟
نعم، بالطبع هناك العديد من الطرق. دعني أستعرض معك ثلاثة من هذه الطرق الممتازة.
الطريقة الأولى: خبِّئ إعلاناتك في طيَّات القيمة!
تخيل معي أنك ترغب في الإعلان عن خدمة من خدماتك، مثل تقديم خدمات الاستشارات الإدارية.
بدلاً من إنشاء إعلان يقول “أنا أقدم خدمات استشارية، تعالوا إلى“، يمكنك ببساطة تجهيز محتوى يتحدث عن أهم المشكلات المتعلقة بالإدارة، سواء كان ذلك في شكل كُتيب أو مقال قيِّم، وتروج له ترويجا مدفوعا، مع وجود دعوة منظمة واحترافية للحصول على خدمة الاستشارات داخل المحتوى نفسه.
ما هي الميزة هنا؟
الميزة هنا هي أن الشخص الذي يُحمِّل الكتيب أو يزور المقال هو شخص يعاني من المشكلة التي يفترض أن تحلها خدماتك. وبالتالي، إعلانك لن يكون مجرد إعلان مزعج، بل سيكون قيمة حقيقية تبني الولاء لدى العملاء، وتمنحك فرصة أكبر للظهور أمام الأشخاص المهتمين، مما يزيد من معدلات التحويل لديك.
الطريقة الثانية: منح العميل الفرصة للاختيار!
نعم، كما قرأت بالضبط!
هل جربت أن تطلق حملة ترويجية تتضمن استطلاعًا لرأي العميل حول الموضوعات التي يحبها ويفضلها في عملك؟ وبناءً على اختياراته، يمكنك إنشاء جماهير مخصصة لكل اختيار!
إنشاؤك للجماهير المخصصة سيمنحك ميزة رائعة في تقسيم العملاء إلى فئات، حيث يمكنك بعد ذلك استهداف كل فئة بالمحتوى الملهم لها والذي تفضله.
دعنا نأخذ مثالًا آخر، تخيل معي أن لديك متجرا لبيع الملابس بشكل عام، وأطلقت إعلانًا مثل هذا أمام الجمهور، وسمحت لهم بأن يختاروا المنتجات التي يفضلونها.
بالطبع، كل شخص سيختار ما يريد، سواء كانت ملابس أطفال، “عبايات”، ملابس خروج… إلخ. ثم جئت بعد ذلك وأنشأت جمهورًا مخصصًا لكل فئة، فسميت الجمهور الذي اختار ملابس الأطفال بـ “جمهور الأطفال” والفئة هذه بالتحديد عدت لاستهدافها بعروضك والمحتوى القيم الذي يمكنك إنتاجه لهم.
هل يمكنك تخيل كيف ستكون النتائج؟
الطريقة الثالثة: المُحتوى كطُعم– Lead Magnet
هذه الطريقة تشبه الطريقة الأولى إلى حد كبير. بدلاً من إطلاق إعلان ورميه أمام الجميع، يمكنك إنشاء محتوى Lead Magnet.
عندما يدخل الجمهور المهتم إلى صفحة الهبوط أو يتفاعل مع إعلانك، يمكنك إنشاء جمهور مخصص من هؤلاء الأشخاص، سواء كان ذلك عبر الـ Pixels أو مباشرة من إعلاناتك.
الفكرة هنا هي أن الشخص الذي يدخل لتحميل Lead Magnet الخاص بك، أو يتفاعل مع محتوى الإعلان، هو شخص مهتم. والشخص المهتم يمكن أن يكون إما عميلًا حاليًا أو عميلًا محتملاً في المستقبل.
وبالتأكيد، هذا أفضل بكثير من رمي نفسك أمام الجميع دون فائدة!
الخلاصة
دعني أخبرك بأن هذه الطرق ليست جديدة، وأي شخص متخصص في استراتيجيات الإعلان وإدارة الحملات يعرفها جيدًا. ولكن، أنا هنا أتحدث إليك كصاحب شركة أو عمل. حاول قدر الإمكان أن تقاوم الإغراء للظهور أمام الجميع، وركز فقط على الأشخاص الذين تقدم لهم قيمة حقيقية.
قد أتفهم إنتاجك لمحتوى تعليمي وتوعوي وتثقيفي وعرضه للجميع، وأعتبر هذا جزءًا من رفع الوعي. ولكن، المحتوى البيعي يمكن أن يكون مزعجًا جدًا إذا تم عرضه أمام الجميع. فأنت بذلك تهدر أموالك وترميها حرفياً على الأرض وتسبب إزعاجًا للمستخدمين، وهذا ليس الأمر الأفضل لعلامتك التجارية.
أحب أقلك أنه رغم إني مش كثير بعد مهتمة بتفاصيل التسويق والعميل .. الخ إلا أن اختيارك للعنوان كان موفق جدا خطفني ودفعني أن اقرا حتى لو لم يكن ذلك ضمن اهتمامي ، أحيييك🫡
ولكن المبهر أنه امتعني جدا !!، وبالنسبة لي فتحلي زوايا كانت محجوبة نوعاما عليّ ، مع انني شوييية بعد مش متفقة مع تحديد الجمهور في اغلب المنتجات، لفكرة ان غالبية الاشخاص يفكرون بطريقة المجان والفرصة بقدر ماهي مخصصة وجميلة بقدر انها بالمجان احتمالها سيكون ازدواجي بين من ينزعج ومن قد يُجذب او يُستهدف شخص صح.
لم اجد بعد لتفسير مناسب ربما مع التجارب سأصل لشيء ما
الله يكرمك أ. زينب
التوفيق من الله وحده
أما مسألة الاستهداف والتخصيص، فكل حال له مقتضاه، الحملات العامة ليست مرفوضة في كل الأوقات، كل شيء في النهاية متعلق بالهدف والمخرجات المتوقعة
دُمت بخير 🌱