تخطى إلى المحتوى
Home » Blog » ضبط التوقعات: قبل الانطلاق في رحلة تعلم التسويق

ضبط التوقعات: قبل الانطلاق في رحلة تعلم التسويق

التسويق، سواء شئت أم أبيت، يعتمد جزء كبير منه على تعظيم الذات والنفخ فيها، وإعطاء الأمور، في كثير من الأحيان، أكبر من حجمها الطبيعي في محاولة لجذب العميل وإقناعه بالشراء.

وللأسف، هذه الحالة موجودة في كل ممارسات التسويق، حتى في تسويق المسوقين لأنفسهم!

لذا، حتى لا تكون فريسة تقع في شرك المسوقين الذين يسوقون لأنفسهم بهدف “تعليمك التسويق”، يجب أن تتذكر هذه المبادئ كأنها “حلقة في أذنك”. وإلا، فستقضي عمرك تدور في حلقة مفرغة تحاول التعلم، وتنسى أنه ليس كل علم نافع ومُفيد، وأن المعرفة بدون تطبيق لا قيمة لها.

أسأل الله تعالى أن يكون هذا المقال إضافة قيمة لك على المستوى المهني والمعرفي.

كُلٌ يُؤخذ منه ويُرد

من أبرز الفخاخ التي يجب أن تحذرها في بداية تعلمك للتسويق، محاولة إقناعك بأن شخص ما عبقري فذ، وحكيم عصره، وأن خبرته لا تضاهى.

الحقيقة أن هذا ليس واقع الحال. فالتسويق، على عكس الكثير من العلوم الأخرى، يعتمد بشكل كبير على التجربة والخطأ. بالطبع، هناك مبادئ أساسية، ولكنها محدودة. لذلك، لا تقبل أي معلومة على أنها حقيقة مطلقة دون تدقيق.

عندما تقرأ أو تستمع أو تناقش، دوّن ملاحظاتك وفرّق بين الحقائق والآراء. اختبر الآراء وابحث عن أدلة تدعمها. توصل بنفسك إلى المعرفة التي تناسب ظروفك ومشروعك. بهذه الطريقة، لن تكون أسيرًا لأي رأي مهما كان مصدره.

ليس هناك من يعطيك كل شيء.

نشرت تغريدة سابقًا قلت فيها إنه لا يوجد شخص يعطيك كل ما يملك، وخاصة إذا كان هذا الشيء ذا قيمة. جميعنا عندما نشارك معلومات، فإننا نقدم ما هو متاح للجميع. أما إذا أردت معرفة الأسرار الحقيقية، فهذه مسؤوليتك أنت وحدك. لا تتوقع أن يأتي أحد يقدمها لك على طبق من ذهب!

مهما كانت الدورة التدريبية جذابة في عنوانها، ومهما كان المدرب مشهورًا بخبرته، تذكر أن كل ما ستحصل عليه هو معلومات سطحية. المعرفة العميقة تأتي من خلال بحثك الشخصي وتجاربك المتراكمة بمرور الوقت.

المهارة لا تُكتسب من خلف الشاشات.

لو كنت تعتقد أن قراءة مقال أو كتاب أو حضور دورة تدريبية كافٍ لاكتساب مهارة ما، فأنت مخطئ. ومن يحاول إقناعك بذلك فهو يخدعك!

التسويق علم تطبيقي، أي أنه يتطلب الممارسة العملية. لا يكفي الاستماع للمحاضرات وقراءة الكتب. يجب عليك خوض تجارب عملية عديدة والعمل على مشاريع متنوعة. كل تجربة تمر بها هي لبنة تساهم في بناء خبرتك ومعرفتك بمرور الوقت.

الفشل، غذاء الخبرة، ورفيقها المُلازم لها.

كثير من الناس يشعرون بالعار عند التحدث عن فشلهم، خاصة إذا كانوا يظهرون كخبراء. وعندما تسألهم عن مصدر خبرتهم، يجيبون بأنها جاءت من سنوات عملهم. دعني أصدمك: خبرتي وخبرة أي خبير لم تأتِ من سنوات العمل فحسب، بل من سنوات الفشل أيضًا!

نعم، لقد فشلنا كثيرًا، وأحبطنا، وربما فشلنا عشرات المرات قبل أن نحقق نجاحًا واحدًا حقيقيًا. وهذه هي الطريقة التي اكتسبنا بها خبرتنا.

هل تريد التأكد من ذلك؟ اسأل أي خبير عن كيفية تحقيق نتيجة معينة في التسويق أو إدارة حملة أو أي مجال آخر. ستجده يبدأ بتحذيرك من أخطاء شائعة، ثم ينصحك بما يجب فعله. هذه التحذيرات هي نتاج تجاربه الفاشلة، والتي تعلم منها أن هذه الطرق لا تؤدي إلى النتائج المرجوة. لو اتبعت نفس الطرق، لفشلت بالتأكيد.

خاتمة

هذا المقال قصير، لكنه عميق المعنى. وأعتقد أنه رغم قصر طوله، إلا أنه يحمل فائدة كبيرة لأي شخص يبدأ رحلته في تعلم أي شيء، وخاصة التسويق.

لا تأخذ كل ما تسمعه من الآخرين كحقيقة ثابتة. تذكر أن لا أحد سيمنحك كل معارفه بسهولة، ولا يمكنك أن تصبح خبيرًا بالجلوس خلف شاشة الكمبيوتر وقراءة المواد التعليمية فقط. يجب أن تعرف أن الفشل جزء لا يتجزأ من عملية التعلم، وأن أنجح الأشخاص هم الذين يستفيدون من أخطائهم لتحقيق النجاح. أتمنى لك التوفيق دائمًا!

اترك رد

خلينا نتكلم
1
حابب نتكلم؟
السلام عليكم!

أنا سعيد بزيارتك لمدونتي.

هل لديك أي أسئلة أو استفسارات؟